بقلم العقيد / خليل المعافري 

شهر رمضان المبارك محطة سعي وانجاز للعبادات والطاعات والمعاملات وتقييم مستوى الأداء عموما ، و فرصة عظيمة للتفكر والتأمل في حياتنا الخاصة والعامة وخاصة المجال الديني منها، ومراجعة علاقاتنا مع  الآخرين. 

إن رمضان ليس فقط شهر الصيام والعبادة، بل هو أيضًا شهر تلاوة القرآن وتدبر الآيات والمعاني  والمفاهيم والسنن الإلهية في الوجود، والمقاصد والأحكام  الشرعية في الحياة، تدبر عظمة الخالق وابداعه في الوجود،  إنه شهر العلم والعمل معا.. 

انه شهر استشعار مقاصد الحياة وغاية الوجود، استشعار وتعزيز المسؤولية ومراجعة مستوى الأداء في تحملها  بالماضي والحاضر والمستقبل، سواء كانت دينية، اجتماعية، أو شخصية.

في شهر رمضان، يحرص الإنسان على تحمل  مسؤولية دينية كبيرة تتمثل في حسن وإخلاص أداء شعائر العبادات و الطاعات من صيام وقيام والالتزام بالصلاة وتلاوة وتدبر القرآن. 

والصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو اختبار الصبر والتقوى والإخلاص، يتعلم الإنسان من خلال الصيام وكيفية التحكم في رغباته، والتفكر والتدبر في نعم الله وشكرها، ويسهم في الحفاظ عليها ورعايتها. 

يراجع مسؤوليته الدينية في التزام  العقيد الاسلامية الصحيحة الصافية السوية، دون التشدد والتشدق والتطرف والتعصب،  يراجع مدى التزامه باحكام الدين ومقاصد الشريعة في التعامل مع الخالق في اطار عقيد التوحيد ووفقا لفقه العبادات في الفرائض والسنن علما وعملا اعتقادا قولا وسلوكا،  وكذلك الحال في التعامل مع الذوات الاخرى والمخلوقات  في إطار فقه المعاملات وفق الكتاب والسنة وقواعد الاداب وقيم الأخلاق. 

يراجع ويصصح مسار حياته وتعامله مع الاحكام والمقاصد الشرعية التزاما واجتنابا علما وعملا في مفاهيم الاشياء والأعمال الحلال والحرام الفرض والسنة الواجب والجائز والمباح المكروه والمستحب من علم وعمل طاعات وعبادات  وسعي وكسب  وانفاق، مأكل ومشرب وملبس ومعاملات وعلاقات. 

مراجعة وتقييم مستوى أداء مسؤوليته نحو الخالق والمخلوق كفرد وذات مستقل او عضو في الاسرة والعائلة والجماعات والتنظيمات والمؤسسات والمنظمات وانساق المجتمع والامة وكافة التصنيفة الاجتماعية الضيقة والواسعة، وفقا لغاية الوجود وهدف الحياة،ومبادئ وقيم وأخلاق وقوانين وقوعد وسنن الحياة، في ممارسة الادوار والوظائف والرتب والمكانة، وفق المهام والسلطات والصلاحيات، وفي مسارات البناء والتنمية والتحديث والتطوير المحافظة والتغيير الامن والاستقرار السلام والخوف الاضطراب  الحركة والسكون.