العميد / عبدالقوي باعش : ثورتا سبتمبر وأكتوبر .. تاريخ نفخر به ونستمد منه حماسة الاستمرار في النضال

الخميس, 17 أبريل 2025

Post Image
خاص/ لـ مركز الإعلام الأمني : ان تاريخنا حافل بالدروس والمعطيات التي اوجدت لنا ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر والمكاسب الوطنية التي حظينا بها عقب السعي لتحقيق أهداف الثورتان، وقبل الحديث عن احداث ومكاسب ثورتي 26 سبتمبر و14اكتوبر المجيدتان يتوجب علينا اولا ان نتحدث عن شعبنا التواق للحرية على الرغم من تنوع الطغاة واختلافهم جنوبا ممثل بالاستعمارالبريطاني وشمالا ممثلا بحكم الامامة المستبد، وعلى الرغم من اختلاف الاعداء إلا ان هدف التحرر والاستقلال والتخلص من الظلم وإقامة وطن جمهوري كان ضمن اهداف الثورتان. لم تكن ثورة 26 سبتمبر 1962 وليدة الصدفة ولا حتى أول محاولة بقيادة الضباط الأحرار بل كانت نتيجة تضحيات وبسالة واقدام الأحرار في محاولاتهم المتكررة ومنها محاولة الإطاحة بحكم الامام في تعز عام 1955م بقيادة المقدم يحيى احمد الثلايا رحمة الله عليه وعلى كافة الشهداء. إن المد التحرري القومي الذي انطلق في الوطن العربي ورعته جمهورية مصر العربية الشقيقة كان شمعة تضيئ دروب الثوار في اليمن خاصة ولم يقتصر الدعم على التوجيه المعنوي واعداد الخطط لكنه بلغ حد الدعم العسكري المتكامل لم ينتهى الامر عقب اعلان الجمهورية العربية اليمنية، حيث تبع ذلك حرب أهلية كبيرة حاول من خلالها الامام واعوانه اسقاط الجمهورية ولكن التاريخ يشهد انه على رغم استنزاف المقاومين والأحرار الا ان شعبنا اكبر من كل المؤامرات لذلك تحقق الانتصار على السلالية الأمامية وكانت آخر المعارك التي خلدها التاريخ حصار صنعاء المعروف بحصار السبعين يوما الذي بداء في 28 نوفمبر 1967 حتى 7 فبراير 1968م وانتهى بانتصار الجمهورية بمساندة ودعم من كافة أبناء شعبنا العظيم. وفي الجهة المقابلة كان الشعب في جنوب اليمن بكل فئاته يناهضون الاستعمار البريطاني بالطرق السلمية وايضا من خلال الكفاح المسلح وفي الوقت الذي كان المناضلين ضد الاستعمار يجدون في صنعاء ملاذا امن كانت عدن وجهة المناضلين والمعارضين للنظام السلالي الامامي وقد عزز ذلك من التواصل الجمهوري بين قادة الثورتين سبتمبر وأكتوبر حينها وكان لقادة اكتوبر دور في المقاومة والقتال إلى جانب الصف الجمهوري السبتمبري ومن بينهم أحد رموز ثورة اكتوبر الشهيد غالب بن راجح لبوزة. ثورتي سبتمبر واكتوبر روابط عميقة لأجل النهج الجمهوري ان الرابط بين سبتمبر وأكتوبر عميق للغاية وهما مكملتان لبعضهما، وهذا يجعلنا نستذكر احد المحطات التاريخية التي تربط ثورة 14 أكتوبر بسبتمبر، وهو مؤتمر -القوى الوطنية اليمنية- الذي عقد في دار السعادة بصنعاء في 24 فبراير 1963 وحضره أكثر من 1000 شخصية سياسية واجتماعية ومستقلة الذين كان لهم دور كبير لاحقا في مراحل انتصار ثورة اكتوبر، إلى جانب حضور عدد من الضباط الأحرار وقادة من فرع حركة القوميين العرب، وقد توصل المجتمعون خلال أعمال المؤتمر إلى اتفاق لتوحيد جميع القوى الوطنية اليمنية في إطار جبهة موحدة. وجرى في المؤتمر استحداث مكتب تكون مهمته وضع مشروع ميثاق مؤقت للتنظيم الجاري تشكيله، وذلك على هيئة نداء إلى جميع القوى التي تؤمن بوحدة الحركة الوطنية اليمنية في النضال لحماية النظام الجمهوري والدفاع عن ثورة سبتمبر الخالدة، وتحرير الجنوب اليمني من الاستعمار البريطاني، وقد اتفق الرأي على تسمية هذه الجبهة باسم (جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل) أخذت في أغسطس من نفس العام تسميتها النهائية "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل" وقد تمخض عن هذا المؤتمر تشكيل لجنة تحضيرية من الشخصيات والقيادات المشاركة فيه كان على رأسها قحطان محمد الشعبي، وبعد اجتماعات عدة عقدتها اللجنة التحضيرية، في 8 مارس 1963 اقرت اللجنة نص الميثاق القومي الذي كان يتألف من مذكرة والميثاق نفسه، وبرز في صدر الميثاق شعار الجبهة (من أجل التحرر والوحدة والعدالة الاجتماعية). ونشرت في مايو 1963 الوثيقة الموضحة للخط السياسي لهذا التنظيم. وفي 19 أغسطس 1963 تم إعلان تأسيس "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل" وتم تشكيل قيادة الجبهة. وقد تكونت الجبهة من خلال اندماج سبعة تنظيمات سرية أعلنت إيمانها بالكفاح المسلح، وهي: حركة القوميين العرب، الجبهة الناصرية في الجنوب المحتل، المنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل، الجبهة الوطنية، التشكيل السري للضباط والجنود والأحرار، وجبهة الإصلاح اليافعية (تشكيل القبائل)، ثم التحقت ثلاثة تنظيمات أخرى بالجبهة القومية، وهي: منظمة الطلائع الثورية بعدن، منظمة شباب المهرة، والمنظمة الثورية لشباب جنوب اليمن المحتل. وفي أغسطس 1963 استقبل أبناء ردفان الثوار العائدين من شمال الوطن بقيادة غالب بن راجح لبوزة، بعد مشاركتهم في الدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الوليدة. وكانت البداية من ردفان الباسلة التي قررت الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني في 14 كتوبر 1963 واستشهد في تلك المعركة الشهيد غالب بن راجح لبوزة و استمر الكفاح المسلح ضد التواجد البريطاني في الريف وقد حاول الاستعمار التصدي للكفاح المسلح بكل الطرق والامكانيات المتاحة ولم يكن يتوقع ان الشعب المسالم في عدن قد نفذ صبره وان المناضلين في عدن سيغيرون مجرى الواقع من داخل العاصمة وكان ذلك بالعملية الفدائية المشهورة بقنبلة المطار التي نفذها المناضل خليفة عبد الله حسن خليفة في 10 ديسمبر 1963 وأسفرت عن إصابة المندوب السامي البريطاني (تريفاسكس) بجروح ومقتل نائبه القائد جورج هندرسن، كما أصيب أيضاً بإصابات مختلفة 35 من المسؤولين البريطانيين وبعض وزراء حكومة الاتحاد الذين كانوا يهمون بصعود الطائرة والتوجه إلى لندن لحضور المؤتمر الدستوري الذي أرادت بريطانيا من خلاله الوصول مع حكومة الاتحاد إلى اتفاق يضمن الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لها في عدن. وكانت هذه العملية الفدائية التي أعاقت هذا المؤتمر. وفي 11 ديسمبر 1963 صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحل مشكلة الجنوب اليمني المحتل وحقه في تقرير مصيره والتحرر من الحكم الاستعماري البريطاني. وفي عام 1965 اعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب الجنوب طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. استمر شعبنا في النضال السلمي وبالكفاح المسلح الذي قام به تياري الجبهة القويمة وجبهة التحرير وكافة الفصائل المقاومة اضافة لاتخاذ النهج الدبلوماسي التفاوضي مع الاستعمار، وكانت معركة 20 يونيو 1967 التي استطاع فيها الثوار المناضلين السيطرة على كريتر مدى أسبوعين من المعارك الفارقة التي ساهمت في تحقيق هدف ثورة أكتوبر. وانطلقت المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد الحكومة البريطانية في 21 نوفمبر 1967 من أجل نيل الاستقلال وانسحاب القوات البريطانية من جنوب الوطن. وجرى في ختامها توقيع اتفاقية الاستقلال بين وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي، ووفد المملكة المتحدة (بريطانيا) برئاسة اللورد شاكلتون. وبدأ انسحاب القوات البريطانية من عدن في 26 نوفمبر 1967، وغادر الحاكم البريطاني هامفري تريفليان وفي 30 نوفمبر 1967 تم جلاء آخر جندي بريطاني عن مدينة عدن، وإعلان الاستقلال الوطني وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، بعد احتلال بريطاني دام 129 عاماً، وأصبحت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل إبان حرب التحرير تتولى مسؤولية الحكم، وتولى أمين عام الجبهة قحطان محمد الشعبي رئاسة الجمهورية وشكلت أول حكومة برئاسة قحطان الشعبي. اننا بحاجة اليوم لمراجعة الأخطاء التي تسببت في سوء الادارات المتعاقبة واعادة الاعتبار إلى ثورتي سبتمبر واكتوبر والثلاثين من نوفمبر. وتأمل تاريخنا الكبير والمضي على نفس النهج بعد ان حقق الابطال المستحيل بطرد الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس من الجنوب بعد انتصار ثورة 14 اكتوبر، وتم قبل ذلك أسقاط الامامة المستبدة والسلالية المقيتة في الشمال بعد انتصار ثورة 26سبتمبر, اليوم نحن امام تحدي كبير وهو يتمثل بحماية الوطن من المخطط التدميري الذي تسعى لتحقيقه " جماعة الحوثي السلالية " ومثل ما انتصر الاحرار واقاموا الجمهورية لن يصعب علينا التكاثف لحمايتها مجددا وإقامة وطن يراعي خصوصية كل القضايا التي أدى تأجيل حلها وظلم أهلها إلى ما نحن عليه اليوم كما يجب حلها بشكل عادل ومنصف الذي يناسب أهلها. نحن اليوم أمام مسؤولية أخلاقية ووطنية سوف نحاسب عليها أمام الله ويجب تقديم مصالح الشعب على مصالح الأفراد والجماعات والأحزاب، من يحترم الدولة ومؤسساتها سوف يحترم ومن يرى نفسه فوق الدولة ومؤسساتها لن يحترم ولن يكون تعاملنا معه الا بالمنطق الذي يفهمه. وابارك لشعبنا في وطننا الحبيب بمناسبة الذكرى ال62 لثورة 26 سبتمبر والذكرى ال 61 لثورة 14 أكتوبر سائل الله ان يحفظ وطننا وشعبنا العظيم وأن نسعد قريبا بتحقيق السلام الشامل في اليمن بانتصار النهج الجمهورية وإقامة دولة العدالة والمساواة إقامة وطن يصون كرامة الشعب ويلبي آمالهم. مدير عام العلاقات العامة والتوجيه المعنوي وزارة الداخلية اليمنية العميد / عبدالقوي عبدالله باعش